عُلِّقْتُ حب منابت الريحان
وعلى الهوى ما للحب يدان
فلم الملام ولم تَذق طعم الجوى
هيهات تدرك لوعة الحرمان
جرح الأحبة في الصبابة واحد
ولدى من طول النوى جرحان
تشتاق للبيت العتيق نواظري
وإلى ثرى أرض النبي كياني
ومآذن الحرمين يسكن طيفها
في خاطري وأذانها بجناني
ولماء "زمزم" في الجوانح غلة
ولملتقى "عرفات" حن زماني
ويسوقني الشوق المؤرق جفنه
لرُبى الحجاز بهادر التحنان
فإذا الحجيج عن الكلال ترجلوا
جالدت سيري وانتهرت حصاني
زُوّار بيت الله بين قلوبهم
والكعبة الغراء حبل أمان
من كل فج ينسلون لربهم
بيض السرائر طاهري الأبدان
و"منى" تذوب شمسها في روحنا
فنظل من عشق الشموس نعاني
فإذا أفاض الناس نحو "منى" سرت
روحي لتأخذ في الحجيج مكاني
ضَيَّفتَنا ولأنت خير مضيف
طوبى لنا في حوزة الرحمان
ووعدتنا ـ والحق وعدك ـ أننا
جئنا لساحة مكرم الضيفان
أنت الإله البر.. ذو الطول الذي
تدري بياني إن فقدت بياني
الكاتب: عبد الستار سليم
المصدر: موقع لها أون لاين